وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ- وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ صَدَقَ اللَّهُ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَجْعَلَ نَبِيّاً غَالًّا[1] وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مَنْ غَلَّ شَيْئاً رَآهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ ثُمَّ يُكَلَّفُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَيْهِ فَيُخْرِجَهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ
و أما قوله لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ- إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ فهذه الآية لآل محمد ص
وَ أَمَّا قَوْلُهُ أَ وَ لَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ- قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا- قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ يَقُولُ بِمَعْصِيَتِكُمْ أَصَابَكُمْ مَا أَصَابَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَ ما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ- وَ لِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا- وَ قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُمْ ثَلَاثُ مِائَةِ مُنَافِقٍ رَجَعُوا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلُولٍ فَقَالَ لَهُمْ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ فِي نَبِيِّكُمْ وَ دِينِكُمْ وَ دِيَارِكُمْ- فَقَالُوا وَ اللَّهِ لَا يَكُونُ قِتَالٌ الْيَوْمَ- وَ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّهُ يَكُونُ قِتَالٌ اتَّبَعْنَاكُمْ- يَقُولُ اللَّهُ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ- يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ
و في رواية علي بن إبراهيم قوله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ- أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ،
وَ قَوْلُهُ «وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا كَانُوا أَذِلَّةً وَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ إِنَّمَا نَزَلَ «لَقَدْ نَصَرَكُمْ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ ضُعَفَاءُ
». فَلَمَّا سَكَنَ الْقِتَالُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ لَهُ عِلْمٌ بِسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا أَطْلُبُهُ فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى مَوْضِعٍ- فَقَالَ اطْلُبْهُ هُنَاكَ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ- قَدْ شُرِّعَتْ حَوْلَهُ اثْنَا عَشَرَ رُمْحاً، قَالَ فَأَتَيْتُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَإِذَا هُوَ صَرِيعٌ بَيْنَ الْقَتْلَى، فَقُلْتُ يَا سَعْدُ، فَلَمْ يُجِبْنِي- ثُمَّ قُلْتُ يَا سَعْدُ فَلَمْ يُجِبْنِي- فَقُلْتُ يَا سَعْدُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص
[1]. غَلَّ غُلُولًا خَانَ. ج- ز