يقول كأين من نبي قبل محمد قاتل معه ربيون كثير- و الربيون
الجموع الكثيرة- و الربوة الواحدة عشرة آلاف- يقول الله تبارك و تعالى: فَما
وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ من قبل نبيهم وَ ما
ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ- وَ ما كانَ
قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا- رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا
فِي أَمْرِنا يعنون خطاياهم وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى
الْقَوْمِ الْكافِرِينَ
قوله: وَ لَقَدْ
صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ يعني إن ينصركم الله عليهم إِذْ
تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ إذ تقتلونهم بإذن الله حَتَّى إِذا
فَشِلْتُمْ وَ تَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ- وَ عَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ
ما تُحِبُّونَ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا يعني أصحاب عبد الله بن
جبير الذين تركوا مركزهم و مروا للغنيمة، قوله وَ مِنْكُمْ مَنْ
يُرِيدُ الْآخِرَةَ يعني عبد الله بن جبير و أصحابه الذين بقوا حتى قتلوا ثُمَّ
صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ أي يختبركم وَ لَقَدْ عَفا
عَنْكُمْ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ثم ذكر المنهزمين من
أصحاب رسول الله ص، فقال: إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلى
أَحَدٍ- وَ الرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ إلى قوله خَبِيرٌ بِما
تَعْمَلُونَ