وَ رَمَيْتُهُ فَوَقَعَتْ فِي خَاصِرَتِهِ- وَ خَرَجَتْ مِنْ مَثَانَتِهِ مُغَمَّسَةً بِالدَّمِ فَسَقَطَ فَأَتَيْتُهُ- فَشَقَقْتُ بَطْنَهُ وَ أَخَذْتُ كَبِدَهُ وَ أَتَيْتُ بِهَا إِلَى هِنْدٍ فَقُلْتُ لَهَا هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ، فَأَخَذَتْهَا فِي فِيهَا فَلَاكَتْهَا فَجَعَلَهَا اللَّهُ فِي فِيهَا مِثْلَ الدَّاغِصَةِ[1] فَلَفَظَتْهَا وَ رَمَتْ بِهَا- فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكاً فَحَمَلَهَا وَ رَدَّهَا إِلَى مَوْضِعِهَا، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَأْبَى اللَّهُ أَنْ يُدْخِلَ شَيْئاً مِنْ بَدَنِ حَمْزَةَ النَّارَ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ هِنْدٌ فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ وَ قَطَعَتْ أُذُنَيْهِ- وَ جَعَلَتْهُمَا خُرْصَيْنِ[2] وَ شَدَّتْهُمَا فِي عُنُقِهَا، وَ قَطَعَتْ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ
وَ تَرَاجَعَتِ النَّاسُ- فَصَارَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْجَبَلِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَ هُوَ عَلَى الْجَبَلِ «اعْلُ هُبَلُ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قُلْ لَهُ «اللَّهُ أَعْلَى وَ أَجَلُّ» فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّهُ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا- فَقَالَ عَلِيٌّ ع بَلِ اللَّهُ أَنْعَمَ عَلَيْنَا- ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَا عَلِيُّ أَسْأَلُكَ بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّى هَلْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَعَنَكَ اللَّهُ- وَ لَعَنَ اللَّهُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى مَعَكَ، وَ اللَّهِ مَا قُتِلَ مُحَمَّدٌ ص وَ هُوَ يَسْمَعُ كَلَامَكَ، فَقَالَ أَنْتَ أَصْدَقُ، لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ قَمِيئَةَ زَعَمَ أَنَّهُ قَتَلَ مُحَمَّداً.
وَ كَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ قَدْ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ- فَلَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي الْحَرْبِ- أَخَذَ سَيْفَهُ وَ تُرْسَهُ وَ أَقْبَلَ كَاللَّيْثِ الْعَادِي- يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ- ثُمَّ خَالَطَ الْقَوْمَ فَاسْتُشْهِدَ- فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَآهُ صَرِيعاً بَيْنَ الْقَتْلَى- فَقَالَ يَا عَمْرُو أَنْتَ عَلَى دِينِكَ الْأَوَّلِ فَقَالَ مَعَاذَ اللَّهِ، وَ اللَّهِ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ قَدْ أَسْلَمَ فَهُوَ شَهِيدٌ فَقَالَ إِي وَ اللَّهِ إِنَّهُ
[1]. الدَّاغِصَةُ عَظْمٌ مُدَوَّرٌ فِي الرُّكْبَةِ. وَ فِي ط مِثْلَ الْفِضَّةِ وَ هُوَ بَعِيدٌ
[2]. الْخُرْصَانِ تَثْنِيَةُ الْخرص كفلس حَلْقَةُ الذَّهَبِ أَوِ الْفِضَّةِ أَوِ الخرص ككفل وَ هُوَ الْجِرَابُ. ج- ز