responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
نام کتاب : تفسير القرآن الكريم نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 3  صفحه : 554
وقريب منه: * (الله يستهزئ بهم) * حيث نادوا بلسان ذاتهم الاهتداء والنجاة، ولكنه تعالى أخرجهم من النور الأولي الطبعي إلى الظلمات البهيمية والسبعية والشيطانية التي هي الاكتسابية الثانوية، فسخر منهم بأحسن السخرية.
* (ويمدهم) * بترددهم على شياطينهم وبمصاحبتهم معهم، وبأفعالهم الكاسدة الباطلة * (في طغيانهم) * الحاصل من سوء اختيارهم وعصيانهم، المحصول من أفعالهم السيئة * (يعمهون) * أيضا باختيارهم، فلا يترددون إلا لأجل خبثهم.
وعلى مشرب عرفاني * (إنما نحن مستهزئون) * كلا ثم كلا، لو كان ما تخيلوه من إسناد الاستهزاء إلى أنفسهم له الواقعية، ف‌ * (الله يستهزئ بهم) * لا هم، ويمد المنافقين * (يعمهون) * في طغيانهم، قضاء لمقتضى الاسم " المضل " و " المنتقم ".
وبتعبير آخر: * (الله يستهزئ بهم) * باختيارهم مظهرا لهذا الفعل المتجدد المستفاد من المضارع، فإنهم ينبغي أن يكونوا مظهر الأسماء الإلهية، فاستهزأ بهم الله بمدهم وجرهم * (في طغيانهم يعمهون) *، ويتعدون عن حدهم، وهو الصدر، أي وجه القلب الذي يلي النفس، ويسافرون إلى الطبيعة وما دونها، فينغمرون في عمى القلب بانقلاب وجهه وبإبطال صدره، فيحشرون على باطن الطبيعة وأدونها.


نام کتاب : تفسير القرآن الكريم نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 3  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
فرمت PDF شناسنامه فهرست