إلى ملك السماء- فأخذ نسورا أربعة[1] فرباهن [حتى كن نشاطا][2] و جعل
تابوتا من خشب و أدخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت، ثم أطارهن ثم
جعل في وسط التابوت عمودا- و جعل في رأس العمود لحما- فلما رأى النسور اللحم طرن-
و طرن بالتابوت و الرجل، فارتفعن إلى السماء فمكث ما شاء الله- ثم إن الرجل أخرج
من التابوت رأسه فنظر إلى السماء- فإذا هي على حالها و نظر إلى الأرض فإذا هو لا
يرى الجبال إلا كالذر، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء- فإذا هي على حالها، و نظر إلى
الأرض فإذا هو لا يرى إلا الماء، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء- فإذا هي على حالها-
و نظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى شيئا، فلما ترى سفل العمود[3] و طلبت النسور اللحم- و
سمعت الجبال هذه النسور فخافت من أمر السماء[4]
و هو قول الله: «وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ»[5].
52- عن ثوير بن
أبي فاختة عن علي بن الحسين ع قال «تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ» يعني بأرض
لم تكتسب عليها الذنوب بارزة، ليست عليها جبال و لا
[1]- النسور جمع النسر: طائر حاد البصر و أشد
الطيور و أرفعها طيراناً، و أقواها جناحاً و ليس في سباع الطير أكبر جثة منه و
يقال له« أبو الطير» و بالفارسية« كركس».
[2]- ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار و كان
في نسخة الأصل« نشاكم» بدل« نشاطاً».
[3]- و في البرهان« فلما نزل اللحم إلى سفل العمود
اه».
[4]- كذا في المخطوطين و نسخة البرهان باختلاف
يسير ذكرناه لكن في نسخة البحار اختلاف و زيادة بعد قوله: فإذا هو لا يرى شيئاً اه
و ها هي:
« ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه و
ما تحته ففزع فألقى اللحم فأتبعه النسور منقضات فلما نظرت الجبال إليهن و قد أقبلن
منقضات و سمعت حفيفهن فزعت و كادت أن تزول مخافة أمر« و في نسخة من أمر» السماء
اه».