ما دعاه إلى باطل إلا إجابة له- فأنزل الله عليه «فَلَعَلَّكَ
تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ» إلى آخر الآية- قال: و دعا رسول الله عليه و
آله السلام لأمير المؤمنين في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس- يقول: اللهم
هب لعلي المودة في صدور المؤمنين- و الهيبة و العظمة في صدور المنافقين، فأنزل
الله: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ
الْمُتَّقِينَ- وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا» بني أمية فقال رمع:[1] و الله
لصاع من تمر في شن بال- أحب إلي مما سأل محمد ربه، أ فلا سأله ملكا يعضده أو كنزا
يستظهر به على فاقته، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: «فَلَعَلَّكَ
تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ» إلى «أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ» ولاية علي «قُلْ فَأْتُوا
بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ» إلى «فَإِلَّمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ» في ولاية علي «فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ
وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» لعلي ولايته «مَنْ كانَ
يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها» يعني فلانا و فلانا «نُوَفِّ
إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها» «أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ
رَبِّهِ» رسول الله ص «وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ» أمير المؤمنين ع «وَ مِنْ
قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً» قال كان ولاية علي
في كتاب موسى «أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ
الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ» في ولاية
علي «إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» إلى قوله: «وَ يَقُولُ
الْأَشْهادُ» هم الأئمة ع «هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ» إلى قوله «هَلْ
يَسْتَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ»[2].
12- عن بريد بن
معاوية العجلي عن أبي جعفر ع قال الذي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ رسول الله ص
و الذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين ع، ثم أوصياؤه واحد بعد واحد[3].
13- عن جابر عن
عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا ع و هو يقول ما من
[1]- قد مر المراد من الرجل آنفاً و إن الكلمة
مقلوبة.
[2]- البحار ج 9: 101. البرهان ج 2: 210. و نقله
الطبرسي في المجمع ج 5:
146 مختصراً.
[3]- البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافي ج
1: 782.