الجبل[1] [و كل
المواشي جميعا عن أطفالها] و يكون هذا كله قبل طلوع الشمس [فإذا رأيتم ريحا صفراء
أقبلت من المشرق] فعجوا عجيج الكبير منكم و الصغير[2] بالصراخ و البكاء و
التضرع إلى الله- و التوبة إليه و الاستغفار له، و ارفعوا رءوسكم إلى السماء و
قولوا: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا و كذبنا نبيك- و تبنا إليك من ذنوبنا، وَ إِنْ لَمْ
تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا- لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ المعذبين،
فاقبل توبتنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين ثم لا تملوا من البكاء و الصراخ- و التضرع
إلى الله و التوبة إليه- حتى توارى الشمس بالحجاب- أو يكشف الله عنكم العذاب قبل
ذلك.
فأجمع رأي القوم جميعا
على أن يفعلوا- ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه
العذاب- تنحى روبيل عن القرية- حيث يسمع صراخهم و يرى العذاب إذا نزل، فلما طلع
الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به- فلما بزغت الشمس[3] أقبلت ريح
صفراء- مظلمة مسرعة لها صرير و حفيف و هدير[4]
فلما رأوها عجوا جميعا- بالصراخ و البكاء و التضرع إلى الله، و تابوا إليه و
استغفروه- و صرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، و عجت سخال البهائم[5] تطلب
الثدي- و عجت الأنعام تطلب الرعي، فلم يزالوا بذلك- و يونس و تنوخا يسمعان ضجيجهم
[صيحتهم] و صراخهم- و يدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، و روبيل في موضعه
يسمع صراخهم و عجيجهم- و يرى ما نزل و هو يدعو الله- بكشف العذاب عنهم.
فلما أن زالت الشمس و
فتحت أبواب السماء- و سكن غضب الرب تعالى رحمهم