93- عن أبي
الجارود عن أبي عبد الله ع في قول الله: «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ
الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ» قال: ذهب علي أمير
المؤمنين فآجر نفسه- على أن يستقي كل دلو بتمرة يختارها- فجمع تمرا فأتى به النبي
عليه و آله السلام و عبد الرحمن بن عوف على الباب، فلمزه أي وقع فيه، فأنزلت هذه
الآية «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقاتِ» إلى قوله «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ- إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ
لَهُمْ»[2].
94- عن زرارة
قال: سمعت أبا جعفر ع يقول إن النبي ص قال لابن عبد الله بن أبي[3] إذا فرغت
من أبيك فأعلمني، و كان قد توفي فأتاه فأعلمه- فأخذ رسول الله عليه و آله السلام
نعليه للقيام- فقال له عمر: أ ليس قد قال الله: «وَ لا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ
مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ» فقال له: ويحك- أو
ويلك- إنما أقول اللهم املأ قبره نارا و املأ جوفه نارا- و أصله يوم القيامة نارا[4].
[1]- البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 718. و قال
الفيض( ره) بعد نقل الخبر ما لفظه أقول: لا يبعد استغفار النبي ص لمن يرجو إيمانه
من الكفار« انتهى» و قيل يحتمل أن يكون النبي ص قد استغفر لهم قبل أن يعلم بأن
الكافر لا يغفر هو قبل أن يمنع منه، و يجوز أن يكون استغفاره لهم واقعاً بشرط
التوبة من الكفر فمنعه اللَّه منه و خبره بأنهم لا يؤمنون أبداً فلا فائدة في
الاستغفار لهم.
[2]- البحار ج 9: 333. البرهان ج 2: 148. الصافي ج
1: 719.
[3]- عبد اللَّه بن أبي بن أبي سلول هو رئيس
منافقي المدينة و هو الذي قال« لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» و نزلت
سورة المنافقين في ذلك و رد عليه ابنه استذلالًا له، و هو الذي قال لرسول اللَّه(
ص) حين ورد المدينة: يا هذا اذهب إلى الذين غروك و خدعوك و لا تغشنا في دارنا فسلط
اللَّه على دورهم الذر فخرب ديارهم و قصة كيده لرسول اللَّه( ص) في قتله و رده
عليه مشهورة.
[4]- البرهان ج 2: 148. الصافي ج 1: 720 و الصلاء
ككساء: الشواء لأنه يصلى بالنار و الاصطلاء بالنار: التسخن بها.