74- عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال لما هلك سليمان وضع
إبليس السحر، ثم كتبه في كتاب فطواه و كتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا من
ملك سليمان بن داود ع من ذخائر كنوز العلم، من أراد كذا و كذا فليقل كذا و كذا- ثم
دفنه تحت السرير ثم استشاره لهم[1] فقال
الكافرون: ما كان يغلبنا سليمان إلا بهذا، و قال المؤمنون: و هو عبد الله و نبيه[2] فقال الله
في كتابه: «وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ
سُلَيْمانَ» أي السحر[3].
75- عن محمد بن
قيس قال: سمعت أبا جعفر ع و سأله عطا و نحن بمكة عن هاروت و ماروت فقال أبو جعفر
ع
إن الملائكة كانوا ينزلون من السماء إلى الأرض- في كل يوم و ليلة- يحفظون أعمال
أهل أوساط الأرض من ولد آدم و الجن فيكتبون أعمالهم و يعرجون بها إلى السماء، قال
فضج أهل السماء من معاصي أهل أوساط الأرض- فتؤامروا بينهم مما يسمعون- و يرون من
افترائهم الكذب على الله و جرأتهم عليه- و نزهوا الله فيما يقول فيه خلقه و يصفون-
قال: فقالت طائفة من الملائكة: يا ربنا ما تغضب مما يعمل خلقك في أرضك- مما يفترون
عليك الكذب و يقولون الزور- و يرتكبون المعاصي و قد نهيتهم عنها- ثم أنت تحلم عنهم
و هم في قبضتك و قدرتك- و خلال عافيتك قال أبو جعفر ع: و أحب الله أن يرى الملائكة
قدرته و نافذ أمره في جميع خلقه و يعرف الملائكة- ما من به عليهم مما عدله عنهم من
جميع خلقهم- و ما طبعهم عليهم من الطاعة و عصمهم به من الذنوب، قال: فأوحى الله
إلى الملائكة أن اندبوا منكم[4] ملكين حتى
أهبطهما إلى الأرض- ثم أجعل فيهما من طبائع المطعم و المشرب- و الشهوة و الحرص و
الأمل مثل ما جعلت في ولد آدم- ثم أختبرهما في الطاعة لي، قال: فندبوا لذلك هاروت
و ماروت و كانوا من أشد الملائكة قولا في العيب لولد آدم،