responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير العيّاشي نویسنده : العياشي، محمد بن مسعود    جلد : 1  صفحه : 307

قال: فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال و النساء- فقال لهم: يا ولدي إن الله أوحى إلي أنه رافع إليه روحي- و أمرني أن أوصي إلى خير ولدي و أنه هبة الله، فإن الله اختاره لي و لكم من بعدي- اسمعوا له و أطيعوا أمره، فإنه وصيي و خليفتي عليكم، فقالوا جميعا: نسمع له و نطيع أمره و لا نخالفه، قال: فأمر بالتابوت فعمل- ثم جعل فيه علمه و الأسماء و الوصية- ثم دفعه إلى هبة الله، و تقدم إليه في ذلك- و قال له: انظر يا هبة الله إذا أنا مت فاغسلني و كفني- و صل علي و أدخلني في حفرتي، فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوما- فأخرج عظامي كلها من حفرتي فاجمعها جميعا- ثم اجعلها في التابوت و احتفظ به- و لا تأمنن عليه أحدا غيرك، فإذا حضرت وفاتك و أحسست بذلك من نفسك- فالتمس خير ولدك و ألزمهم لك صحبة- و أفضلهم عندك قبل ذلك فأوص إليه بمثل ما أوصيت به إليك- و لا تدعن الأرض بغير عالم منا أهل البيت.

يا بني إن الله تبارك و تعالى أهبطني إلى الأرض- و جعلني خليفته فيها، حجة له على خلقه، فقد أوصيت إليك بأمر الله- و جعلتك حجة لله على خلقه في أرضه بعدي، فلا تخرج من الدنيا حتى تدع لله حجة و وصيا- و تسلم إليه التابوت و ما فيه كما سلمته إليك، و أعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل اسمه نوح يكون في نبوته الطوفان و الغرق، فمن ركب في فلكه نجا و من تخلف عن فلكه غرق، و أوص وصيك أن يحفظ بالتابوت و بما فيه، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير ولده- و ألزمهم له و أفضلهم عنده، و سلم إليه التابوت و ما فيه، و ليضع كل وصي وصيته في التابوت- و ليوص بذلك بعضهم إلى بعض، فمن أدرك نبوة نوح فليركب معه و ليحمل التابوت- و جميع ما فيه في فلكه و لا يتخلف عنه أحد.

و يا هبة الله و أنتم يا ولدي- إياكم الملعون قابيل و ولده، فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل فاحذروه و ولده، و لا تناكحوهم و لا تخالطوهم، و كن أنت يا هبة الله و إخوتك و أخواتك في أعلى الجبل- و اعزله و ولده و دع الملعون قابيل و ولده في أسفل الجبل.

قال: فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه- تهيأ آدم للموت و أذعن به‌

نام کتاب : تفسير العيّاشي نویسنده : العياشي، محمد بن مسعود    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست