في الميثاق- حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين، فقال: إن
الخير و الشر خلقان من خلق الله- له فيهما المشية في تحويل ما يشاء- فيما قدر فيها
حال عن حال، و المشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير و الشر،
و ذلك أن الله قال في كتابه «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ- وَ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ- يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ» فالنور هم
آل محمد ع و الظلمات عدوهم[1].
462 عن مهزم الأسدي
قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول قال الله تبارك و تعالى لأعذبن كل رعية دانت
بإمام ليس من الله- و إن كانت الرعية في أعمالها برة تقية- و لأغفرن عن كل رعية
دانت بكل إمام من الله- و إن كانت الرعية في أعمالها سيئة- قلت: فيعفو عن هؤلاء و
يعذب هؤلاء قال: نعم إن الله يقول: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا-
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» ثم ذكر الحديث الأول
حديث ابن أبي يعفور رواية محمد بن الحسين، و زاد فيه فأعداء علي أمير المؤمنين هم
الخالدون في النار، و إن كانوا في أديانهم- على غاية الورع و الزهد و العبادة- و
المؤمنون بعلي ع هم الخالدون في الجنة و إن كانوا في أعمالهم [مسيئة] على ضد ذلك[2].
463 عن أبي بصير قال لما دخل يوسف
على الملك- قال له: كيف أنت يا إبراهيم قال: إني لست بإبراهيم أنا يوسف بن يعقوب
بن إسحاق بن إبراهيم، ع قال: و هو صاحب إبراهيم الذي حاج إبراهيم في ربه- قال: و
كان أربع مائة سنة شابا[3].
464 عن أبان بن حجر عن
أبي عبد الله ع قال خالف إبراهيم ع قومه- و عاب آلهتهم حتى أدخل على نمرود
فخاصمهم، فقال إبراهيم: «رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا
أُحْيِي وَ أُمِيتُ- قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ
الْمَشْرِقِ