responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الصافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 6  صفحه : 402
فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين 55 فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين 56 * (فلما آسفونا) * [1]: أغضبونا بالإفراط في العناد والعصيان.
* (انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) *: في اليم في الكافي [2]، والتوحيد: عن الصادق (عليه السلام) إنه قال: في هذه الآية إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا، ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مربوبون، فجعل رضاهم رضاء نفسه، وسخطهم سخط نفسه، وذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه، فلذلك صاروا كذلك، وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه، ولكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقال أيضا: " من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها "، وقال: أيضا " من يطع الرسول فقد أطاع الله " [3]، وقال أيضا: " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " [4]، وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك، ولو كان يصل إلى المكون الأسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول: إن المكون يبيد يوما لأنه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغير، وإذا دخله التغير لم يؤمن عليه بالإبادة ولو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون، ولا القادر من المقدور، ولا الخالق من المخلوق، تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا، هو الخالق للأشياء لا لحاجة وإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه، فافهم ذلك إن شاء الله [5].
* (فجعلناهم سلفا) *: قدوة لمن بعدهم من الكفار، وقرئ " سلفا " بضمتين.


[1] آسفه فأسف يأسف أسفا: أي أغضبه فغضب وأحزنه فحزن، ويقال: الأسف الغيظ من المغنم إلا أنه ها هنا
بمعنى الغضب. مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 52، في اللغة.
[2] الكافي: ج 1، ص 144، ح 6، باب النوادر.
[3] النساء: 80.
[4] الفتح: 10.
[5] التوحيد: ص 168 - 169، ح 2، باب 26 - معنى رضاه عز وجل وسخطه. بتفاوت يسير.


نام کتاب : التفسير الصافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 6  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست