خمس آيات بلا خلاف.
قرأ عاصم و حمزة و الكسائي و يعقوب «او ان» بالف قبل الواو. الباقون «و أن» بغير الف. و قرأ نافع و يعقوب و ابو جعفر و ابو عمرو و حفص عن عاصم «يظهر» بضم الياء «الفساد» نصباً. الباقون «يظهر» بفتح الياء «الفساد» رفعاً. من نصب (الفساد) أشركه مع التبديل، و تقديره إني أخاف ان يبدل دينكم و أخاف ان يظهر الفساد، و من رفع لم يشركه، و قال تقديره إني أخاف ان يبدل دينكم، فإذا بدل ظهر في الإرض الفساد. و كلتا القراءتين حسنة فأما (او) فقد تستعمل بمعني الواو، کما قلناه في «وَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ»[1] أي و يزيدون أو بل يزيدون. و لا تكون الواو بمعني (او) في قول أبي عبيدة.
و قال إبن خالويه إذا كانت (او) اباحة كانت الواو بمعناها، لأن قولك: جالس الحسن او إبن سيرين بمنزلة الاباحة، و كذلك قوله «وَ لا تُطِع مِنهُم آثِماً أَو كَفُوراً»[2] لان معناه و لا كفوراً. و قال ابو علي: من قرأ (و أن) فالمعني إني أخاف هذا الضرب منه کما تقول کل خبزاً او تمراً أي هذا الضرب. و من قرأ (و أن) المعني إني أخاف هذين الأمرين و علي الاول يجوز ان يکون الأمر ان يخافا، و يجوز أن يکون أحدهما، و علي الثاني هما معاً يخافان، و من ضم الياء في قوله «و يظهر» فلأنه أشبه بما قبله، لان قبله يبدل فأسند الفعل إلي موسي و هم كانوا في ذكره، و من فتح الياء أراد انه إذا بدل الدين ظهر الفساد بالتبديل او أراد يظهر الفساد بمكانه، و قال قوم: أراد ب (او) الشك لان فرعون قال إني