آيتان بلا خلاف.
قرأ السوسي، و إبن فرج، و هبة عن الأخفش و الترمذي إلا إبن فرج، و مدين من طريق عبد اللّه بن سلام، و البرجمي و خلف- بضم الهاء و وصلها بواو في اللفظ. الباقون- بضم الهاء من غير إشباع- و هذا خطاب من اللّه تعالي لجميع خلقه من البشر، يقول لهم علي وجه تعداد نعمه عليهم و امتنانه لديهم (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ) يعني آدم لأن جميع البشر من نسل آدم.
و قوله (ثُمَّ جَعَلَ مِنها زَوجَها) قيل: أنه خلق حواء من ضلع من أضلاع آدم. و قال قوم: خلقها من فضل طينته. و في قوله (ثُمَّ جَعَلَ مِنها زَوجَها) و (ثُمَّ) تقتضي التراخي و المهملة، و خلق الوالدين قبل الولد، و ذلک يقتضي أن اللّه تعالي خلق الخلق من آدم ثم بعد ذلک خلق حواء، و ذلک بخلاف المعلوم، لأن خلق حواء کان قبل خلق ولد آدم، فيه ثلاثة اقوال:
أحدها-
ان اللّه تعالي أخرج ذرية آدم من ظهره كالذر. ثم خلق بعد ذلک حواء من ضلع من أضلاع آدم- علي ما روي في الاخبار
- و هذا ضعيف لما بيناه في غير موضع[1] في ما مضي.
و الثاني- ان ذلک و إن کان مؤخراً في اللفظ فهو مقدم في المعني، و يجري