خمس آيات بلا خلاف.
قرأ إبن عباس «أشد منكم» بالكاف. الباقون بالهاء. قال ابو علي: من قرأ بالهاء فلأن ما قبله «أَ وَ لَم يَسِيرُوا» علي ان لفظه لفظ الغيبة، فحمله علي ذلک فقرأ «أَشَدَّ مِنهُم» و من قرأ بالكاف انصرف من الغيبة الي الخطاب، كقوله «إِيّاكَ نَعبُدُ» بعد قوله «الحَمدُ لِلّهِ» و حسن- هنا- لأنه خطاب لأهل مكة.
يقول اللّه تعالي منبهاً لهؤلاء الكفار علي النظر في ما نزل بالماضين جزاء علي كفرهم فيتعظوا بذلك و ينتهوا عن مثل حالهم، فقال «أَ وَ لَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ» و السير و المسير واحد، و هو الجواز في المواضع، يقال: سار يسير سيراً و سايره مسايرة و سيره تسييراً، و منه قوله «السَّيّارَةِ»[1] و الثياب المسيرة: الّتي فيها خطوط و قوله «فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِن قَبلِهِم» أي يتفكروا في عواقب الكفار من قوم عاد و قوم لوط، فيرون بلادهم هالكه و آثارهم دارسة و منازلهم خالية بما حل بهم من عذاب اللّه و نكاله جزاء علي جحودهم نعم اللّه و اتخاذهم معه إلهاً غيره، و کان الأمم الماضية أشد قوة من هؤلاء. و القوة هي القدرة، و منه قوله «القَوِيُّ العَزِيزُ»[2] و قد يعبر بالقوة عن الصلابة، فيقال: