الملائكة بنات اللّه، أو علي ما يقوله النصاري: من ان عيسي إبن اللّه، أو ما يقوله اليهود: من أن عزيراً إبن اللّه، (لاصطفي) أي لاختار مما يخلق ما يشاء. ثم نزه نفسه عن ذلک فقال (سُبحانَهُ هُوَ اللّهُ الواحِدُ القَهّارُ) ألذي لا نظير له، القهار لجميع خلقه. و من هذه صفته كيف يجوز أن يتخذ الأولاد!!؟.
ثم بين عن قدرته فقال (خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ بِالحَقِّ) أي لغرض حكمي دون العبث و ما لا فائدة فيه. (يُكَوِّرُ اللَّيلَ عَلَي النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَي اللَّيلِ) أي يدخل کل واحد منهما علي صاحبه، و منه كور العمامة. و قال قتادة: معناه يغشي. (وَ سَخَّرَ الشَّمسَ وَ القَمَرَ) بأن أجراهما علي وتيرة واحدة و تقدير واحد، و کل ذلک يجري (لأجل مسمي) يعني إلي مدة قدرها اللّه لهما ان يجريا اليها. و قيل: إلي قيام الساعة.
ثم قال (أَلا هُوَ العَزِيزُ الغَفّارُ) يعني اللّه ألذي لا يقهر و لا يغالب، الغفار لمعاصي عباده إذا تابوا و اقلعوا عن ذنوبهم. و فائدة الآية أن من قدر علي خلق السموات و الإرض و تسخير الشمس و القمر، و إدخال الليل في النهار ينبغي ان ينزه عن اتخاذ الولد، و اضافة شريك اليه لأن جميع ذلک لا يليق به، لأنه من صفات المحتاجين.
خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنها زَوجَها وَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ الأَنعامِ ثَمانِيَةَ أَزواجٍ يَخلُقُكُم فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُم خَلقاً مِن بَعدِ خَلقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُم لَهُ المُلكُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّي تُصرَفُونَ (6) إِن تَكفُرُوا فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنكُم وَ لا يَرضي لِعِبادِهِ الكُفرَ وَ إِن تَشكُرُوا يَرضَهُ لَكُم وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري ثُمَّ إِلي رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)