و قوله «فِي كِتابٍ مَكنُونٍ» قيل: هو اللوح المحفوظ أثبت اللّه تعالي فيه القرآن و المكنون المصون.
و قوله «لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ» قال إبن عباس و مجاهد و الضحاك: لا يمس الكتاب ألذي في السماء إلا المطهرون من الذنوب و هم الملائكة- في قول إبن عباس و الحسن و سعيد بن جبير و جابر و إبن زيد و أبي نهيد و مجاهد. و قيل «لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ» في حكم اللّه. و قد استدل بهذه الآية علي أنه لا يجوز للجنب و الحائض و المحدث أن يمسوا القرآن، و هو المكتوب في الكتاب ألذي فيه القرآن أو اللوح.
و قال قوم: إنه لا يجوز لهم ان يمسوا الكتاب ألذي فيه، و لا أطراف او راقه، و حملوا الضمير علي انه راجع إلي الكتاب و هو کل كتاب فيه القرآن. و عندنا إن الضمير راجع إلي القرآن. و إن قلنا إن الكتاب هو اللوح المحفوظ، فلذلك وصفه بأنه مصون، و يبين ما قلناه قوله «تَنزِيلٌ مِن رَبِّ العالَمِينَ» يعني هذا القرآن تنزيل من رب العالمين أنزله اللّه ألذي خلق الخلائق و دبرهم علي ما أراد.
قوله تعالي: [سورة الواقعة (56): الآيات 81 الي 91]