نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 9 صفحه : 44
لثواب اللّه. و قال قوم: فيه تقديم و تأخير و تقديره: و لقد أوحي اليك لئن أشركت ليحبطن عملك، و إلي الّذين من قبلك مثل ذلک. و قال آخرون: هذا مما اجتزي، بأحد الخبرين عن الآخر، کما يقول القائل: لقد قيل لزيد و عمرو ليذهبن، و معناه لقد قيل لزيد: ليذهبن و عمرو ليذهبن فاستغني بقوله و عمرو عن ان يقال ليذهبن بما صار لزيد.
و ليس في ذلک ما يدل علي صحة الإحباط علي ما يقوله اصحاب الوعيد، لان المعني في ذلک لئن أشركت بعبادة اللّه غيره من الأصنام لوقعت عبادتك علي وجه لا يستحق عليها الثواب، و لو كانت العبادة خالصة لوجهه لاستحق عليها الثواب، فلذلك وصفها بأنها محبطة، و بين ذلک بقوله «بَلِ اللّهَ فَاعبُد» أي وجه عبادتك اليه تعالي وحده دون الأصنام و دون کل وثن «تكن من الشاكرين» الّذين يشكرون اللّه علي نعمه و يخلصون العبادة له. و نصب قوله «بل اللّه» بفعل فسره قوله «فاعبد» و تقديره اعبد الله فاعبد و قال الزجاج: هو نصب بقوله (فاعبد) و تقديره قد بلغت فاعبد اللّه و قال المبرد: و معني (ليحبطن) ليفسدن يقولون: حبط بطنه إذا فسد من داء معروف.