الثالث- لا يعرف دعاء الغنم و هو برها من سوقها.
ثم قال تعالي للنبي صَلي اللّهُ عَليه و آله (فذكر) يا محمّد أي عظ هؤلاء المكلفين (فَما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبِّكَ) قسم من اللّه تعالي بنعمته (بِكاهِنٍ وَ لا مَجنُونٍ) علي ما يرمونك به. و قال البلخي: معناه ما أنت بنعمة اللّه عليك بكاهن، و لا يلزم ان يکون اللّه تعالي لم ينعم علي الكاهن، لأن اللّه تعالي قد عم علي جميع خلقه بالنعم و إن کان ما أنعم به علي النبي اكثر، و قد مكن اللّه الكاهن و سائر الكفار من الايمان به، و ذلک نعمة عليه. فالكاهن ألذي يذكر انه يخبر عن الجن علي طريق العزائم، و الكهانة صنعة الكاهن، و الكاهن الموهم انه يعلم الغيب بطريق خدمة الجن و المجنون المئوف بما يغطي علي عقله حتي لا يدرك به في حال يقظة، و قد علموا أنه ليس بشاعر، کما علموا أنه ليس بمجنون، لكن قالوا ذلک علي جهة التكذيب عليه ليستريحوا إلي ذلک کما يستريح السفهاء إلي التكذب علي أعدائهم.
ثم قال (أم) و معناه بل (يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ المَنُونِ) قال مجاهد: ريب المنون حوادث الدهر. و قال إبن عباس و قتادة: الموت، و المنون المنية، و ريبها الحوادث الّتي تريب عند مجيئها و قال الشاعر:
تربص بها ريب المنون لعلها سيهلك عنها بعلها و شحيح[1]
قُل تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِنَ المُتَرَبِّصِينَ (31) أَم تَأمُرُهُم أَحلامُهُم بِهذا أَم هُم قَومٌ طاغُونَ (32) أَم يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤمِنُونَ (33) فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِثلِهِ إِن كانُوا صادِقِينَ (34) أَم خُلِقُوا مِن غَيرِ شَيءٍ أَم هُمُ الخالِقُونَ (35)
أَم خَلَقُوا السَّماواتِ وَ الأَرضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36) أَم عِندَهُم خَزائِنُ رَبِّكَ أَم هُمُ المُصَيطِرُونَ (37) أَم لَهُم سُلَّمٌ يَستَمِعُونَ فِيهِ فَليَأتِ مُستَمِعُهُم بِسُلطانٍ مُبِينٍ (38) أَم لَهُ البَناتُ وَ لَكُمُ البَنُونَ (39) أَم تَسئَلُهُم أَجراً فَهُم مِن مَغرَمٍ مُثقَلُونَ (40)