و الاتساع الإكثار من إذهاب الشيء في الجهات بما يمكن أن يکون اكثر مما في غيره يقال أوسع يوسع ايساعاً، فهو موسع. و اللّه تعالي قد أوسع السماء بما لا بناء أوسع منه و ايساع الرحمة هو الإكثار منها بما يعم.
و قوله «وَ الأَرضَ فَرَشناها» عطف علي قوله «وَ السَّماءَ بَنَيناها» و تقديره و بنينا السماء بنيناها و فرشنا الإرض فرشناها أي بسطناها «فَنِعمَ الماهِدُونَ» و الماهد الموطئ للشيء المهيء لما يصلح الاستقرار عليه، مهد يمهد مهداً، فهو ماهد و مهد تمهيداً، مثل وطأ توطئة.
و قوله «وَ مِن كُلِّ شَيءٍ خَلَقنا زَوجَينِ» معناه خلقنا من کل شيء اثنين مثل الليل و النهار، و الشمس و القمر و الإرض و السماء، و الجن و الانس- في قول الحسن و مجاهد- و قال إبن زيد «خَلَقنا زَوجَينِ» الذكر و الأنثي. و في ذلک تذكير بالعبرة في تصريف الخلق و النعمة في المنفعة و المصلحة «لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ» معناه لتتذكروا و تفكروا فيه و تعتبروا به.