قلنا: و القول بوجوب العمل بخبر الواحد يوجب أنه لا فائدة في تعليل الآية في خبر الفاسق ألذي يشاركه العدل فيه، فإذا تقابلا سقط الاستدلال بها علي کل حال و بقي الأصل في انه لا يجوز العمل بخبر الواحد إلا بدليل.
و من قرأ (تبينوا) أراد تعرفوا صحة متضمن الخبر ألذي يحتاج إلي العمل عليه، و لا تقدموا عليه من غير دليل، يقال: تبين الأمر إذا ظهر، و تبين هو نفسه بمعني واحد، و يقال ايضاً: تبينته إذا عرفته. و من قرأ (فتثبتوا)- بالتاء و الثاء- أراد توقفوا فيه حتي يتبين لكم صحته.
و قوله (فَتُصبِحُوا عَلي ما فَعَلتُم نادِمِينَ) معناه متي عملتم بخبر الواحد و بان لكم كذب راويه أصبحتم نادمين علي ما فعلتموه.