خمس آيات.
قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ) خطاب من اللّه- عز و جل- للمؤمنين بأنه (إذا جاءكم فاسق) و هو الخارج من طاعة اللّه إلي معصيته (بنبإ) أي بخبر عظيم الشأن (فتبينوا) صدقه من كذبه و لا تبادروا إلي العمل بمتضمنه (أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ) لأنه ربما کان كاذباً و خبره كذباً، فيعمل به فلا يؤمن بذلك و قال إبن عباس و مجاهد و يزيد بن رومان و قتادة و إبن أبي ليلا: نزلت الآية في الوليد إبن عقبة بن أبي معيط، لما بعثه رسول اللّه صَلي اللّهُ عَليه و آله في صدقات بني المصطلق خرجوا يتلقونه فرحاً به و إكراماً له، فظن أنهم هموا بقتله، فرجع إلي النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله فقال: انهم منعوا صدقاتهم، و کان الأمر بخلافه.
و في الآية دلالة علي أن خبر الواحد لا يوجب العلم و لا العمل، لأن المعني إن جاءكم فاسق بالخبر ألذي لا تأمنون أن يکون كذباً فتوقفوا فيه، و هذا التعليل موجود في خبر العدل، لان العدل علي الظاهر يجوز أن يکون كاذباً في خبره،