خمس آيات بلا خلاف.
أقسم تعالي انه فتن قبلهم يعني قبل كفار قوم النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله (قوم فرعون) أي اختبرناهم، و شددنا عليهم بأن كلفناهم، لأن الفتنة شدة التعبد في الأخذ بالسرّاء و الضرّاء، و أصلها الإحراق بالنار لخلاص الذهب من الغش، فهذه الشدة كشدة الإحراق للخلاص. و قيل: الفتنة معاملة المختبر ليجازي بما يظهر دون ما يعلم مما لم يعلم (وَ جاءَهُم رَسُولٌ كَرِيمٌ) أي حقيق بالتكرم في الدعاء إلي اللّه و البرهان الواضح و الدليل القاهر حتي يسلكوا طريق الهدي المؤدي إلي ثواب الجنة و يعدلوا عن طريق الردي المؤدي إلي العقاب. و قيل: معناه كريم عند اللّه بما استحق بطاعته من الإكرام و الإجلال.
و قوله (أَن أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللّهِ) قال الحسن: هو مثل قوله (أَن أَرسِل مَعَنا بَنِي إِسرائِيلَ)[1] ف (عباد اللّه) منصوب ب (أدوا) و قيل: هو منصوب علي النداء. أي يا عباد اللّه أدوا ما أمركم به، في قول الفراء (إِنِّي لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ) علي ما اؤديه إليكم و أدعوكم اليه. (وَ أَن لا تَعلُوا عَلَي اللّهِ) قال إبن عباس: معناه أن لا تطغوا عليه بافتراء الكذب عليه. و قال قتادة: معناه ان لا تبغوا عليه بكفر نعمه. و قيل معناه أن لا تتكبروا علي اللّه بترك طاعته