خمس آيات بلا خلاف.
قرأ إبن عامر و حفص عن عاصم (قالَ أَ وَ لَو جِئتُكُم) علي انه فعل ماض، و تقديره قال النذير. الباقون (قل) علي الأمر علي وجه الحكاية لما اوحي اللّه إلي النذير. قال كأنه قال أوحينا اليه أي فقلنا له (قل ا و لو جئتكم) و قرأ ابو جعفر (جئناكم) بالنون علي وجه الجمع.
لما حكي اللّه تعالي تخرص من يضيف عبادة الأصنام و الملائكة إلي مشيئة اللّه، و بين انه لا يشاء ذلک قال (أَم آتَيناهُم كِتاباً) و المعني التقريع لهم علي خطئهم بلفظ الاستفهام، و التقدير أ هذا ألذي ذكروه شيء تخرصوه و افتروه (أَم آتَيناهُم كِتاباً مِن قَبلِهِ فَهُم بِهِ مُستَمسِكُونَ)!؟ فإذا لم يمكنهم ادعاء ان اللّه أنزل بذلك كتاباً علم انه من تخرصهم و دل علي حذف حرف الاستفهام (أم) لأنها المعادلة.
ثم قال ليس الامر علي ما قالوه (بل قالوا) يعني الكفار (إِنّا وَجَدنا آباءَنا عَلي أُمَّةٍ) قال إبن عباس و مجاهد و قتادة و السدي: يعني علي ملة و سميت الديانة أمة لاجتماع الجماعة علي صفة واحدة فيها. و قرئ «علي إمة»- بكسر الهمزة- و المراد به الطريقة (وَ إِنّا عَلي آثارِهِم) أي علي آثار آبائنا (مهتدون) نهتدي بهداهم. ثم قال مثل ما قال هؤلاء في الحوالة علي تقليد آبائهم في الكفر كذلك لم نرسل من قبلك في قرية و مجمع من النّاس نذيراً- لان (من) زيادة- (إِلّا قالَ