نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 9 صفحه : 185
خمس آيات بلا خلاف.
يقول اللّه تعالي إن ألذي جعل لكم الإرض مهداً لتهتدوا إلي مراشدكم في دينكم و دنياكم هو «الَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً» يعني غيثاً و مطراً (بقدر) أي علي قدر الحاجة لا زيادة عليها فيفسد و لا ناقصاً عنها فيضر و لا ينفع، بل هو مطابق للحاجة و بحسبها و ذلک يدل علي انه واقع من مختار يجعله علي تلك الصفة قد قدره علي ما تقتضيه الحكمة لعلمه بجميع ذلک.
و قوله «فَأَنشَرنا بِهِ بَلدَةً مَيتاً» أي أحييناها بالنبات بعد أن كانت ميتاً بالقحل و الجفاف تقول: أنشر اللّه الخلق فنشروا أي أحياهم فحييوا، ثم قال «وَ كَذلِكَ تُخرَجُونَ» أي مثل ما أخرج النبات من الإرض اليابسة فأحياها بالنبات مثل ذلک يخرجكم من القبور بعد موتكم، و إنما جمع بين إخراج الانبات و إخراج الأموات لأن کل ذلک متعذر علي کل قادر إلا القادر لنفسه ألذي لا يعجزه شيء و من قدر علي أحدهما قدر علي الآخر بحكم العقل.
و قوله «وَ الَّذِي خَلَقَ الأَزواجَ كُلَّها» معناه ألذي خلق الأشكال من الحيوان و الجماد من الحيوان الذكر و الأنثي و من غير الحيوان مما هو متقابل كالحلو و الحامض و الحلوا و المر و الرطب و اليابس و غير ذلک من الاشكال. و قال الحسن: الازواج الشتاء و الصيف، و الليل و النهار، و الشمس و القمر، و السماء و الإرض، و الجنة و النار
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 9 صفحه : 185