كلام اللّه (أَو يُرسِلَ رَسُولًا) يعني به جبرائيل.
و قوله (وَ كَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنا) معناه مثل ما أوحينا إلي من تقدم من الأنبياء أوحينا اليك كذلك الوحي من اللّه إلي نبيه روح من أمره و هو نور يهدي به من يشاء من عباده إلي صراط مستقيم بصاحبه إلي الجنة و الصراط المستقيم الطريق المؤدي إلي الجنة، و هو صراط اللّه ألذي له ما في السموات و ما في الإرض، ملك له يتصرف فيه كيف يشاء، و هو صراط من تصير الأمور اليه، و لا يبقي لأحد أمر و لا نهي و لا ملك و لا تصرف، و هو يوم القيامة. و قوله «ما كُنتَ تَدرِي مَا الكِتابُ وَ لَا الإِيمانُ» يعني ما كنت قبل البعث تدري ما الكتاب و لا ما الايمان قبل البلوغ «وَ لكِن جَعَلناهُ» يعني الروح ألذي هو القرآن «نُوراً نَهدِي بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا» يعني من المكلفين، لان من ليس بعاقل و إن کان عبد اللّه، فلا يمكن هدايته لأنه غير مكلف.
ثم قال «وَ إِنَّكَ لَتَهدِي» يا محمّد «إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ» أي طريق مفض الي الحق، و هو الايمان، و إنما جر (صراط اللّه) بأنه بدل من قوله «صراط مستقيم» ثم قال «أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ» أي اليه ترجع الأمور و التدبير وحده يوم القيامة