نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 560
و قال الزجاج و الفراء و غيرهما: کل قائم علي ثلاث صافن. و الجياد السراع من الخيل فرس جواد كأنه يجود بالركض، كأنه جمع جود، کما يقال: مطر جود إذا کان مدراراً و نظيره سوط و سياط. و العرض إظهار الشيء بحيث يري ليميز من غيره، و منه قوله (وَ عُرِضُوا عَلي رَبِّكَ صَفًّا) و أصله الاظهار قال عمرو بن كلثوم:
و أعرضت اليمامة و اشمخرت كأسياف بأيدي مصلتينا[1]
أي ظهرت و أعرض عني معناه أظهر جفوة بتوليه عني، و عرض الشيء إذا صار عريضاً.
و قوله تعالي (إِنِّي أَحبَبتُ حُبَّ الخَيرِ) قال قتادة و السدي المراد بالخير- هاهنا- الخيل و العرب تسمي الخيل الخير، و بذلك سمي (زيد الخيل) أي زيد الخير. و قيل في ذلک وجهان:
أحدهما- انه أراد أحببت الخير، ثم أضاف الحب إلي الخير.
و الثاني- انه أراد أحببت اتخاذ الخير، لأن ذوات الخير لا تراد و لا تحب فلا بدّ من شيء يتعلق بها، و المعني آثرت حب الخيل علي ذكر ربي و يوضع الاستحباب موضع الإيثار. کما قال تعالي (الَّذِينَ يَستَحِبُّونَ الحَياةَ الدُّنيا عَلَي الآخِرَةِ)[2] أي يؤثرون، و قوله (عَن ذِكرِ رَبِّي) معناه إن هذا الخيل شغلني عن صلاة العصر حتي فات وقتها، و هو
قول علي عليه السلام و قتادة و السدي، و روي أصحابنا انه فاته الوقت الأول،
و قال الجبائي:
انه لم يفته الفرض، و إنما فاته نفل کان يفعله آخر النهار ففاته لاشتغاله بالخيل.