و قوله «فَيَأخُذَكُم عَذابُ يَومٍ عَظِيمٍ» معناه إنكم إن مسستم هذه بسوء أخذكم عذاب يوم عظيم، أي الصيحة الّتي أخذتهم.
ثم اخبر فقال «فَعَقَرُوها» أي انهم خالفوه و عقروا الناقة. فالعقر قطع الشيء من بدن الحي، فإذا كثر انتفت معه الحياة، و إن قل لم تنتف.
و المراد- هاهنا- انهم نحروها. و قيل: انهم عقروها، لأنها كانت تضيق المرعي علي مواشيهم. و قيل: كانت تضيق الماء عليهم، و لما عقروها رأوا آثار العذاب فيه جداً، و لم يتوبوا من كفرهم، و طلبوا صالحاً ليقتلوه، فنجاه الله و من معه من المؤمنين. ثم جاءتهم الصيحة بالعذاب، فوقع لجميعهم الإهلاك، و لو كانوا ندموا علي الحقيقة، و اقلعوا عن الكفر، لما أهلكهم الله.
ثم قال تعالي إن فيما أخبرنا به و فعلناه بقوم صالح من إهلاكهم، لدلالة واضحة لمن اعتبر بها، لكن أكثرهم لا يؤمنون «وَ إِنَّ رَبَّكَ» يا محمّد «لَهُوَ العَزِيزُ» أي العزيز في انتقامه «الرَّحِيمُ» بمن آمن من خلقه به.