عشر آيات.
هذا رجوع من اللّه تعالي إلي ذكر وصف نوح بأنه کان (مِن عِبادِنَا المُؤمِنِينَ) الّذين يصدقون بتوحيد اللّه و وعده و وعيده و جميع أخباره. و العباد جمع عبد، و هو الذليل لملكه بالعبودية. و الخلق كلهم عباد اللّه فمنهم عابد له و منهم عابد لغيره تضييعاً منهم لحق نعمه و جهلا بما يجب له عليهم. و المؤمن هو المصدق بجميع ما أوجب اللّه عليه او ندبه اليه. و قال قوم: هو العامل بجميع ما أوجب اللّه عليه العامل بما يؤمنه من العقاب.
ثم اخبر تعالي انه أغرق الباقين من قوم نوح بعد إخلاصه نوحاً و أهله المؤمنين. ثم قال (وَ إِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ) فالشيعة الجماعة التابعة لرئيس لهم، و صاروا بالعرف عبارة عن شيعة علي عليه السلام الّذين معه علي أعدائه.
و قيل من شيعة نوح إبراهيم يعني إنه علي منهاجه و سنته في التوحيد و العدل و اتباع الحق. و قال الفراء: معناه و إن من شيعة محمّد صلي اللّه عليه و آله لإبراهيم، کما قال (أَنّا حَمَلنا ذُرِّيَّتَهُم)[1] أي ذرية من هو أب لهم، فجعلهم ذرية لهم و قد سبقوهم، و قال الحسن: معناه علي دينه و شريعته و منهاجه، قال الرماني:
هذا لا يجوز، لأنه لم يجر لمحمد ذكر، فهو ترك الظاهر. و
قد روي عن اهل