أربع آيات بلا خلاف.
هذا خطاب من الله تعالي لنبيه و المراد به جميع المكلفين منبهاً لهم علي طريق الاستدلال علي وحدانيته و اختصاصه من الصفات بما لا يختص به سواه بأن قال «أَ لَم تَرَ» يا محمّد و معناه أ لم تعلم «أَنَّ اللّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً» يعني غيثاً و مطراً «فَأَخرَجنا بِهِ» اخبار منه تعالي عن نفسه انه أخرج بذلك الماء «ثَمَراتٍ» جمع ثمرة، و هي ما يجتني من الشجر «مُختَلِفاً أَلوانُها» لان فيها الأحمر و الأبيض و الأصفر و الأخضر و غير ذلک. و لم يذكر اختلاف طعومها و روائحها لدلالة الكلام عليه. و الاختلاف هو امتناع الشيء من ان يسد مسد صاحبه في ما يرجع إلي ذاته ألا تري أن السواد لا يسد مسد البياض، و ذلک لا يقدر عليه سواه تعالي من جميع المخلوقين «وَ مِنَ الجِبالِ جُدَدٌ» واحده جده نحو مدة و مدد و اما جمع جديد فجدد- بضم الدال- مثل سرير و سرر. و الجدد الطرائق (بِيضٌ وَ حُمرٌ مُختَلِفٌ أَلوانُها وَ غَرابِيبُ سُودٌ) واحد الغرابيب غربيب و هو ألذي لونه كلون الغراب من شدة سواده، و لذلك قال (سود) لأنه دل عليه من هذا