أربع آيات.
امر اللّه تعالي المصدقين بوحدانيته المقرين بنبوة نبيه بأن يتقوا عقابه باجتناب معاصيه و فعل واجباته و أن يقولوا «قولا سديداً» أي صواباً بريئاً من الفساد خالصاً من شائب الكذب و التمويه و اللغو. و قوله «يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم» جزم بأنه جواب للأمر، و فيه معني الجزاء. و تقديره: إن فعلتم ما أمرتكم به يصلح لكم أعمالكم. و إصلاحه أعمال العباد أن يلطف لهم فيها حتي تستقيم علي الطريقة السليمة من الفساد، و ذلک مما لا يصح إلا في صفات اللّه تعالي، لأنه القادر ألذي لا يعجزه شيء العالم ألذي لا يخفي عليه شيء «وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم» قيل: إنما وعد اللّه بغفران الذنوب عند القول السديد، و لم يذكر التوبة، لأن التوبة داخلة في الأقوال السديدة، کما يدخل فيه تجنب الكذب في کل الأمور فيدخل فيه الدعاء الي الحق و ترك الكفر و الهزل و اجتناب الكلام القبيح.
ثم قال «وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ» في ما أمراه به و نهياه عنه و دعواه اليه