ثم أمر المؤمنين أيضاً، ان يسلموا لأمره تعالي و أمر رسوله تسليماً، في جميع ما يأمرهم به. و التسليم هو الدعاء بالسلامة كقولهم سلمك الله. و السلام عليك و رحمة الله و بركاته. و كقولك: السلام عليك يا رسول الله.
ثم اخبر تعالي «إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ» و أذي الله يقال هو أذي أوليائه، و انما أضافه الي نفسه تعظيماً لأوليائه و مبالغة في عظم المعصية به «لَعَنَهُمُ اللّهُ» أي يستحقون اللعنة من الله، لان معني «لعنهم الله» أي حل بهم و بال اللعن بالابعاد من رحمة الله. و قول القائل: لعن الله فلاناً معناه الدعاء عليه بالابعاد من رحمته. و قوله «فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ» أي هم مبعدون من رحمته تعالي في الدنيا و الآخرة، و مع ذلک «أَعَدَّ لَهُم» في الآخرة «عَذاباً مُهِيناً» أي مذلا لهم، و الهوان الاحتقار، يقال: اهانه اهانة، و إنما وصف العذاب بأنه مهين، لأنه تعالي يهين الكافرين و الفاسقين به، حتي يظهر الذلة فيه عند العقاب.
و کان سبب نزول الآية ان قوماً من الزناة كانوا يمشون في الطرقات فإذا رأوا امرأة غمزوها. و قال النقاش: نزلت في قوم كانوا يؤذون علياً عليه السلام و قيل: نزلت في من تكلم في عائشة في قصة الافك.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 360