الطاعة للّه و رسوله «وَ تَعمَل» مع ذلک الافعال «صالِحاً نُؤتِها» اي يعطيها اللّه «أَجرَها مَرَّتَينِ» کما لو عصت عاقبها ضعفين. و القنوت المداومة علي العمل فمن داوم علي العمل للّه فهو مطيع. و منه القنوت في صلاة الوتر، و هو المداومة علي الدعاء المعروف. و العمل الصالح هو المستقيم ألذي يحسن أن يحمد عليه و يستحق به الثواب. و الأجر الجزاء علي العمل، و هو الثواب، آجره يآجره اجراً و الأجر مرتين ليس يجب بالوعد بل إنما هو مستحق، لأن أفعالهن تقع علي وجه يستحق مثلي ما لو استحق الغير، لأنه في مقابلة العذاب ضعفين، و لا يجوز أن يضاعف ضعفين إلا مستحقاً، و كذلك الثواب المقابل له.
و قوله «وَ أَعتَدنا لَها رِزقاً كَرِيماً» معني اعتدنا أعددنا، و أبدل من احدي الدالين تاء. و الرزق الكريم هو الثواب ألذي لا يحسن الابتداء بمثله.
ثم قال «يا نِساءَ النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ» انما قال كأحد، و لم يقل كواحدة لان احداً نفي عام للمذكر و المؤنث و الواحد و الجماعة أي لا يشبهكن احد من النساء في جلالة القدر و عظم المنزلة و لمكانكن من رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله بشرط أن تتقين عقاب اللّه باجتناب معاصيه، و امتثال أوامره. و انما شرط ذلک بالاتقاء لئلا يعولن علي ذلک، فيرتكبن المعاصي، و لو لا الشرط کان يکون إغراء لهن بالمعاصي، و ذلک لا يجوز علي اللّه تعالي.
ثم قال لهن «فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ» أي لا تلين كلامكن للرجال، بل يکون جزلا قوياً لئلا يطمع من في قلبه مرض. قال قتادة: و معناه من في قلبه نفاق.
و قال عكرمة: من في قلبه شهوة للزنا.
ثم قال لهن «وَ قُلنَ قَولًا مَعرُوفاً» مستقيماً جميلا بريئاً من التهمة بعيداً من الريبة موافقاً للدين و الإسلام. ثم أمرهن بالاستقرار في بيوتهن و ألا يتبرجن