روي عن جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: ما جعل اللّه لرجل من قبلين في جوفه يحب بهذا قوماً و يحب بهذا أعداءهم.
و لا يمكن أن يکون لإنسان واحد قلبان في جوفه، لأنه کان يمكن أن يوصل إنسانان فيجعلان إنساناً واحداً، و قد يمكن أن يوصلا بما لا يخرجهما عن أن يكونا إنسانين، و ليس ذلک إلا من جهة القلب الواحد أو القلبين، لأنه إذا جعل لهما قلبان يريد أحدهما بقلبه ما لا يريده الآخر و يشتهي ما لا يشتهي الآخر، و يعلم ما لا يعلم الآخر فهما حيان لا محالة، و ليسا حياً واحداً.
و قال الرماني: لا يجوز أن توجد الارادة و المعرفة في جزئين من القلب او أجزاء و انما يصح أن توجد في جزء واحد، قال: لان ما يوجد في جزئين بمنزلة ما يوجد في قلبين، و قد بطل أن يکون لإنسان واحد قلبان. و هذا ألذي ذكره ليس بصحيح، لأنه لا يمتنع أن يوجد معنيان مختلفان في جزئين من القلب، لأنهما و إن وجدا في جزئين فالحالان الصادران عنهما يرجعان الي الجملة و هي جملة واحدة و ليسا يوجبان الصفة للمحل الواحد فيتنافي، فعلي هذا لا يجوز أن يوجد في جزئين من القلب معنيان ضدان، لاستحالة اجتماع معناهما في الحي الواحد، و يجوز أن يوجد معنيان مختلفان او مثلان في جزئين من القلب و يوجبان الصفتين للحي الواحد، و علي هذا القياس ليس يمتنع ان يوجد قلبان في جوف واحد إذا کان ما يوجد فيهما يرجع الي حي واحد، و انما المتنافي أن يرجع ما يوجد منهما الي حيين، و ذلک محال.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 314