خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابو عمرو، و إبن كثير، و نافع، و إبن عامر، و حفص عن عاصم و قتيبة عن الكسائي «لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آياتٌ مِن رَبِّهِ» علي الجمع لقوله «قُل إِنَّمَا الآياتُ». و قرأ الباقون «آية» علي التوحيد. و معناهما واحد، لأنه لفظ جنس يدل علي القليل و الكثير. قال قتادة: الآية الأولي منسوخة بالجهاد و القتال. و قال غيره: هي ثابتة، و هو الأولي، لأنه لا دليل علي ما قاله، فكيف و قد أمر بالجدال بالذي هو أحسن، و هو الواجب ألذي لا يجوز غيره کما قال «وَ جادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ»[1] فالآية خطاب من اللّه تعالي لنبيه و جميع المؤمنين ينهاهم أن يجادلوا أهل الكتاب: من اليهود و النصاري «إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ» و قيل: معناه إلا بالجميل من القول في التنبيه علي آيات اللّه و حججه و الأحسن الأعلي في الحسن من جهة تقبل العقل له. و قد يکون الأعلي في الحسن من جهة تقبل الطبع له، و قد يکون في الامرين، و (الجدال) فتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج فيه. و في ذلک دلالة علي حسن المجادلة، لأنها لو كانت قبيحة علي کل حال، لما قال «إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ».
و أصل الجدال شدة القتل، يقال: جدلته أجدله جدلا إذا فتله فتلا شديداً، و منه الأجدل: للصقر لشدة فتل بدنه. و قيل: انه يجوز أن يغلظ