ثم اخبر انه قال «وَ ما أُرِيدُ أَن أَشُقَّ عَلَيكَ» بأن ألزمك عشر سنين «ستجدني» فيما بعد (إِن شاءَ اللّهُ مِنَ) جملة (الصالحين) الّذين يفعلون الخيرات، و تعليق الصلاح بمشيئة اللّه في الآية يحتمل أمرين:
أحدهما- ان يريد بها الصلاح في الدنيا من صحة الجسم و تمام القوة، فان اللّه تعالي يجوز ان يفعل بأنبيائه أمراضاً امتحاناً لهم و لطفاً، فلذلك قال إن شاء اللّه.
و الثاني- ان يکون أراد ان شاء اللّه تبقيتي، لأنه يجوز أن يخترمه اللّه فلا يفعل الصلاح الديني، فلذلك علقه بمشيئة اللّه. و يحتمل أن يکون ذلک لاتفاق الكلام، و لا يکون خبراً قاطعاً، فلا يکون بمشيئة اللّه شرط في فعل الصلاح و قال إبن عباس: ان موسي قضي أتما الأجلين و أوفاهما، و قيل: انه کان جعل لموسي کل سخلة تولد علي خلاف شبه أمها فأوحي اللّه (عز و جل) الي موسي ان الق عصاك في الماء فولدت كلهن خلاف شبههن. و قيل: جعل له کل
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 145