خمس آيات بلا خلاف.
قرأ اهل الكوفة و يعقوب «أنا دمرناهم» بفتح الالف. الباقون بكسرها و من فتح احتمل وجهين:
أحدهما- النصب علي البدل من (كيف) و (كيف) نصب ب (انظر).
و الثاني- ان يکون (كيف) في موضع الحال و (دمرنا) خبر (کان) و تلخيصه، فانظر كيف کان عاقبة مكرهم أي عاقبة أمرهم التدمير. و قيل: هو نصب بتقدير بأنا، فلما حذف الباء نصب، و قال الكسائي: هو في موضع الجر.
و يحتمل الرفع أيضاً علي البدل من (عاقبة). و يحتمل أيضاً علي الجواب، كأنه قيل:
ما کان عاقبة أمرهم! فقيل: تدميرنا لهم.
يقول اللّه تعالي لنبيه (ص) «انظر» يا محمّد و فكر «كَيفَ كانَ عاقِبَةُ مَكرِهِم» أي هؤلاء الكفار الّذين كفروا و دمرناهم. و العاقبة الحال الّتي يؤدي اليها البادئ تقول: اعقبني هذا الدواء صحة. و أعقب هذا الطعام الرديء مرضاً، و كذلك المعاصي تعقب النار. و قيل: ان بيوتهم هذه المذكورة بوادي القري موضع بين الشام و المدينة. و المكر الأخذ بالحيلة للإيقاع في بلية، فلما مكر أولئك الكفار بصالح (ع) ليقتلوه، و من آمن و لم يتم مكرهم، و أدي مكرهم الي هلاكهم و تدميرهم و التدمير التقطيع بالعذاب، فدمر اللّه قوم صالح بأن قطعهم بعذاب الاستئصال في الدنيا قبل الآخرة، فلم يبق لهم باقية.