خمس آيات بلا خلاف.
قرأ حمزة و الكسائي و خلف (لتبيتنه و أهله ثم لتقولن) بالتاء فيهما جميعاً.
الباقون بالنون، و قرأ مجاهد بالياء. و قرأ ابو بكر عن عاصم (مهلك) بفتح الميم و اللام، و في رواية حفص- بفتح الميم و كسر اللام- الباقون- بضم الميم و فتح اللام- قال ابو علي: من قرأ بضم الميم احتمل أمرين:
أحدهما- أراد المصدر من إهلاك اهله أي لم نشهد إهلاكهم.
الثاني- ان يکون المراد لم نشهد موضع إهلاكهم.
و قراءة حفص ايضاً تحتمل أمرين:
أحدهما- ما شهدنا موضع هلاكهم.
و الثاني- المصدر اي ما شهدنا هلاكهم. و قراءة ابي بكر معناها المصدر.
لما اخبر الله تعالي انه أرسل صالحاً الي قومه، و انهم كانوا فريفين، مسلم و كافر، يخاصم بعضهم بعضاً، قال لهم صالح (يا قَومِ لِمَ تَستَعجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ) فالاستعجال طلب التعجيل، و هو الإتيان به قبل وقته. و کان هؤلاء الجهال إذا خوفوا بالعقاب قالوا، علي جهة الإنكار لصحته متي هو! و هلا يأتينا به!، فقال لهم صالح (لِمَ تَستَعجِلُونَ) ذلک: قال مجاهد. يعني العذاب قبل الرحمة، و السيئة- هاهنا- المراد بها العقاب سماها سيئة لما فيها من الآلام و لأنها جزاء علي الافعال السيئة، لان السيئة هي الخصلة الّتي تسوء صاحبها حين