لأوليائه. و (عقباً) أي عاقبة يقال عقبي الدار، و عقب الدار، و عقب الدار، و عاقبة الدار بمعني واحد.
وَ اضرِب لَهُم مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ فَأَصبَحَ هَشِيماً تَذرُوهُ الرِّياحُ وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ مُقتَدِراً (45) المالُ وَ البَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَ الباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيرٌ أَمَلاً (46)
آيتان بلا خلاف.
أمر اللّه تعالي نبيه (ص) أن يضرب المثل للدنيا تزهيداً فيها، و ترغيباً في الآخرة بأن قال: إن مثلها كمثل ماء أنزله اللّه من السماء «فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ» أي نبت بذلك الماء المنزل من السماء نبات، فالتفت بعضه ببعض يروق حسناً و غضاضة.
ثم عاد (هشيماً) أي مكسوراً مفتتاً «تَذرُوهُ الرِّياحُ» فتنقله من موضع الي موضع فانقلاب الدنيا بأهلها كانقلاب هذا النبات. ثم قال «وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ» اراده «مقتدراً» أي قادراً، لا يجوز عليه المنع منه. و التذرية تطيير الريح الأشياء الخفيفة علي کل جهة، يقال: ذرته الريح تذروه ذرواً، و ذرته تذريه و أذرته إذراء قال الشاعر:
فقلت له صوب و لا تجهدنه فيذرك من أخري القطاة فتزلق[1]