فمن قرأ (سراجاً) أراد الشمس وحدها. و من قرأ (سرجاً) أراد جميع النجوم، لأنه يهتدي بها، کما يهتدي بضوء السراج.
و قولهراکه (وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيلَ وَ النَّهارَ خِلفَةً) أي يخلف کل واحد منهما صاحبه، فيما يحتاج أن يعمل فيه، فمن فاته عمل الليل استدركه بالنهار، و من فاته عمل النهار استدركه بالليل. قال عمر بن الخطاب، و إبن عباس، و الحسن: يخلف أحدهما الآخر في العمل. و قال مجاهد: معناه أحدهما اسود و الآخر ابيض، فهما مختلفتان. و قال ابو زيد: معناه أحدهما يذهب و يجيء الآخر قال زهير:
بها العين و الأرآم يمشين خلفة و اطلاؤها ينهضن من کل مجثم[1]
و قولهراکه (لِمَن أَرادَ أَن يَذَّكَّرَ) اي خلقناه كذلك لمن أراد ان يتفكر و يستدل بها علي ان لها مدبراً و مصرّفاً، لا يشبهها و لا تشبهه فيوجه العبادة اليه.