‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النور (24): الآيات‌ 16 ‌الي‌ 20]

وَ لَو لا إِذ سَمِعتُمُوه‌ُ قُلتُم‌ ما يَكُون‌ُ لَنا أَن‌ نَتَكَلَّم‌َ بِهذا سُبحانَك‌َ هذا بُهتان‌ٌ عَظِيم‌ٌ (16) يَعِظُكُم‌ُ اللّه‌ُ أَن‌ تَعُودُوا لِمِثلِه‌ِ أَبَداً إِن‌ كُنتُم‌ مُؤمِنِين‌َ (17) وَ يُبَيِّن‌ُ اللّه‌ُ لَكُم‌ُ الآيات‌ِ وَ اللّه‌ُ عَلِيم‌ٌ حَكِيم‌ٌ (18) إِن‌َّ الَّذِين‌َ يُحِبُّون‌َ أَن‌ تَشِيع‌َ الفاحِشَةُ فِي‌ الَّذِين‌َ آمَنُوا لَهُم‌ عَذاب‌ٌ أَلِيم‌ٌ فِي‌ الدُّنيا وَ الآخِرَةِ وَ اللّه‌ُ يَعلَم‌ُ وَ أَنتُم‌ لا تَعلَمُون‌َ (19) وَ لَو لا فَضل‌ُ اللّه‌ِ عَلَيكُم‌ وَ رَحمَتُه‌ُ وَ أَن‌َّ اللّه‌َ رَؤُف‌ٌ رَحِيم‌ٌ (20)

خمس‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ للمؤمنين‌: و هلا حين‌ سمعتم‌ ‌من‌ هؤلاء العصبة ‌ما قالوا ‌من‌ الافك‌ «قلتم‌» ‌في‌ جوابهم‌ «ما يَكُون‌ُ لَنا أَن‌ نَتَكَلَّم‌َ بِهذا» ‌ أي ‌ ليس‌ لنا ‌ذلک‌ بل‌ ‌هو‌ محرم‌ علينا، و قلتم‌ «سبحانك‌» ‌ يا ‌ ربنا «‌هذا‌» ‌ألذي‌ قالوه‌ «بُهتان‌ٌ عَظِيم‌ٌ» ‌ أي ‌ كذب‌ و زور عظيم‌ عقابه‌ ‌في‌ الظاهر. فالبهتان‌ الكذب‌ ‌ألذي‌ ‌فيه‌ مكابرة تحير، يقال‌: بهته‌ يبهته‌ بهتاً و بهتاناً ‌إذا‌ حيره‌ بالكذب‌ ‌عليه‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ ‌تعالي‌ «يَعِظُكُم‌ُ اللّه‌ُ أَن‌ تَعُودُوا» ‌ أي ‌ كراهة ‌أن‌ تعودوا «لمثله‌» ‌أو‌ لئلا تعودوا ‌إلي‌ مثله‌ ‌من‌ الافك‌ «أبداً» ‌ أي ‌ طول‌ أعماركم‌، ‌لا‌ ترجعوا ‌الي‌ مثل‌ ‌هذا‌ القول‌ «إِن‌ كُنتُم‌ مُؤمِنِين‌َ» مصدقين‌ باللّه‌ و نبيه‌، قابلين‌ وعظ اللّه‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ زيد:

الوعظ يمنع‌ ‌ان‌ يقول‌ القائل‌ أنا سمعته‌، و ‌لم‌ أختلقه‌. «وَ يُبَيِّن‌ُ اللّه‌ُ لَكُم‌ُ الآيات‌ِ» يعني‌ الدلالات‌ و الحجج‌ «وَ اللّه‌ُ عَلِيم‌ٌ حَكِيم‌ٌ» ‌ أي ‌ عالم‌ ‌بما‌ ‌يکون‌ منكم‌، حكيم‌ فيما يفعله‌،