خمس آيات بلا خلاف.
قرأ إبن عامر و نافع و ابو بكر عن عاصم «نسقيكم» بفتح النون. الباقون بضمها. قال بعضهم: هما لغتان سقيت و أسقيت، قال الشاعر:
سقي قومي بني مجد و اسقي نميراً و القبائل من هلال[1]
و لا يجوز ان يکون المراد في البيت (و أسقي) مثل قوله «وَ أَسقَيناكُم ماءً فُراتاً»[2] لأنه لا يکون قد دعا لقومه و خاصته بدون ما دعا للاجنبي البعيد عنه.
و الصحيح ان سقيت للشفة و أسقيت للأنهار و الانعام تقول: دعوت اللّه ان يسقيه.
و من قرأ بضم النون أراد: انا جعلنا ما في ضروعها من الألبان سقياً لكم، کما يقال:
أسقيناهم نهراً إذا جعلته سقياً لهم، و هذا كأنه أعم، لان ما هو سقياً لا يمتنع أن يکون للشفة، و ما يکون للشفة- فقط- يمتنع أن يکون سقياً. و ما أسقانا اللّه من البان الانعام أكثر مما يکون للشفة و من فتح النون جعل ذلک مختصاً به الشفاه دون المزارع و المراعي، فلم يكن مثل الماء في قوله «فَأَسقَيناكُمُوهُ»[3] و قوله «وَ أَسقَيناكُم ماءً فُراتاً» لأن ذلک يصلح للأمرين، و من ثم قال «وَ سَقاهُم رَبُّهُم شَراباً طَهُوراً»[4] و انما قال هاهنا «مِمّا فِي بُطُونِها» و في النحل «بطونه»[5] لأنه إذا أنث، فلا كلام لرجوع ذلک الي الانعام. و إذا ذكر فلأن النعم و الانعام بمعني واحد، و لئن التقدير: