ست آيات بلا خلاف.
قرأ إبن عامر و أبو عمرو، و رويس، و ورش «ثم ليقطع» ثم «ليقضوا»[1]- بسكون اللام- فيهما، و وافقهم قنبل في «ثم ليقضوا». الباقون بسكون اللام.
معني قوله «وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ» أي في النّاس من يوجه عبادته إلي اللّه علي ضعف في العبادة، كضعف القيام علي حرف جرف، و ذلک من اضطرابه في استيفاء النظر المؤدي الي المعرفة. فأدني شبهة تعرض له ينقاد لها، و لا يعمل في حلها. و الحرف و الطرف و الجانب نظائر. و الحرف منتهي الجسم، و منه الانحراف الانعدال الي الجانب. و قلم محرف قد عدل بقطعته عن الاستواء إلي جانب، و تحريف القول هو العدول به عن جهة الاستواء، فالحرف معتدل الي الجانب عن الوسط. و قال مجاهد: معني علي حرف علي شك. و قال الحسن: يعبد اللّه علي حرف يعني المنافق يعبده بلسانه دون قلبه. و قيل علي حرف الطريقة لا يدخل فيها علي تمكين.
و قوله «فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ» قال إبن عباس: کان بعضهم إذا قدم المدينة فان صح جسمه و نتجت فرسه مهراً حسناً و ولدت امرأته غلاماً رضي به و اطمأن اليه، و إن اصابه وجع المدينة، و ولدت امرأته جارية، و تأخرت عنه الصدقة، قال ما أصبت منذ كنت علي ديني هذا إلا شراً. و کل ذلک من عدم البصيرة. و قيل: انها نزلت في بني أسد كانوا نزلوا حول المدينة. و (الفتنة)- هاهنا- معناه المحنة بضيق المعيشة، و تعذر المراد من