دليل و برهان. و قيل: معناه إنه يبلغ رضوان اللّه و محبته و جزيل ثوابه «لِقَومٍ عابِدِينَ» للّه مخلصين له.
ثم قال لنبيه محمّد (ص) (وَ ما أَرسَلناكَ) يا محمّد (إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَ) أي نعمة عليهم، و لأن ترحمهم.
و في الآية دلالة علي بطلان قول المجبرة في أنه: ليس للّه علي الكافرين نعمة.
لأنه تعالي بين ان إرسال اللّه رسوله نعمة علي العالمين. و علي کل من أرسل اليهم.
و وجه النعمة علي الكافر انه عرضه للايمان و لطف له في ترك معاصيه. و قيل: هي نعمة علي الكافر بأن عوفي مما أصاب الأمم قبلهم من الخسف و القذف- في قول إبن عباس- ثم قال له (ص) قل لهم (إِنَّما يُوحي إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ) اي مسلمون لهذا الوحي ألذي أوحي الي، من اخلاص الالهية و العبادة للّه تعالي. ثم قال (فان تولوا) يعني إن اعرضوا عن هذا ألذي تدعوهم اليه من إخلاص التوحيد، فقل لهم (آذَنتُكُم عَلي سَواءٍ) أي أعلمتكم علي سواء في الإيذان تتساوون في العلم به لم اظهر بعضكم علي شيء كتمته عن غيره، و هو دليل علي بطلان قول أصحاب الرموز، و أن للقرآن بواطن خص بالعلم بها أقوام. و قيل علي سواء [في العلم اني صرت مثلكم، و مثله قوله «فَانبِذ إِلَيهِم عَلي سَواءٍ][1] أي ليستوي علمك و علمهم. و قيل معناه: لتستووا في الايمان به.
و قوله (وَ إِن أَدرِي أَ قَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) معناه لست اعلم ان ما وعدكم اللّه به من العقاب أ قريب مجيؤه ام بعيد. و قوله (وَ إِن أَدرِي لَعَلَّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ) اي لست ادري لعل التأخير شدة في عبادتكم يظهر بها ما هو كالسر فيكم من خير أو شر، فيخلص الجزاء بحسب العمل. و اصل الفتنة التخليص