تعالي ان يعيدهم الي حالتهم الاولي فأعادهم اليها، و حال بين من قصدهم و بين الوصول اليهم بأن أضلهم عن الطريق الي الكهف ألذي كانوا فيه، فلم يهتدوا اليهم. و قيل انهم لما دخلوا الغار سدوا علي نفوسهم بالحجارة فلم يهتد احد اليهم لذلك
وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (23) إِلاّ أَن يَشاءَ اللّهُ وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَ قُل عَسي أَن يَهدِيَنِ رَبِّي لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَداً (24)
يقول اللّه لنبيه (ص) انه سيقول قوم من المختلفين في عدد اصحاب الكهف في هذا الوقت: انهم ثلاثة رابعهم كلبهم، و طائفة أخري يقولون: خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب، و تقول طائفة ثالثة: انهم سبعة و ثامنهم كلبهم. و ذهب بعضهم الي انهم سبعة لدخول و او العطف بعده في قوله «وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم» و لم يقل ذلک في الاول. و هذا ليس بشيء، لأنه انما لم يدخل الواو في الاول، لأنه جاء علي الصفة بالجملة، و الثاني علي العطف علي الجملة. قال الرماني: و فرق بينهما، لأن السبعة أصل للمبالغة في العدة، کما قال (عز و جل): «استَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرَّةً فَلَن