أغلقته، و منه «نارٌ مُؤصَدَةٌ»[1].
و يجمع (وصيد) و صائد و وصد، و في واحده لغتان: وصيد، و أصيد.
و أوصدت و آصدت. و ليس أحدهما مؤخوذاً من الآخر، بل هما لغتان مثل ورخت الكتاب و أرخته، و وكدت الأمر و أكدته.
و قوله «لَوِ اطَّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلَّيتَ مِنهُم فِراراً» نصب علي المصدر، و معناه لو أشرفت عليهم لاعرضت عنهم هرباً استيحاشاً للموضع «وَ لَمُلِئتَ مِنهُم رُعباً» نصب علي الحال. و المعني لما ألبسهم اللّه تعالي من الهيبة لئلا يصل اليهم احد حتي يبلغ الكتاب اجله فيهم، فينتبهون من رقدتهم بإذن اللّه عند ذلک من أمرهم. و قيل انه: كانت اضفارهم قد طالت، و كذلك شعورهم، فلذلك يأخذه الرعب منهم. و قال الجبائي: نومهم ثلاثمائة سنة و تسع سنين- لا تتغير أحوالهم و لا يطعمون و لا يشربون- معجزة لا تكون إلا لنبي. و قيل النبي کان أحدهم، و هو الرئيس ألذي اتبعوه و آمنوا به.
وَ كَذلِكَ بَعَثناهُم لِيَتَسائَلُوا بَينَهُم قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالُوا لَبِثنا يَوماً أَو بَعضَ يَومٍ قالُوا رَبُّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم فَابعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هذِهِ إِلَي المَدِينَةِ فَليَنظُر أَيُّها أَزكي طَعاماً فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَ ليَتَلَطَّف وَ لا يُشعِرَنَّ بِكُم أَحَداً (19) إِنَّهُم إِن يَظهَرُوا عَلَيكُم يَرجُمُوكُم أَو يُعِيدُوكُم فِي مِلَّتِهِم وَ لَن تُفلِحُوا إِذاً أَبَداً (20) وَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم لِيَعلَمُوا أَنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ وَ أَنَّ السّاعَةَ لا رَيبَ فِيها إِذ يَتَنازَعُونَ بَينَهُم أَمرَهُم فَقالُوا ابنُوا عَلَيهِم بُنياناً رَبُّهُم أَعلَمُ بِهِم قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلي أَمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِم مَسجِداً (21) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَ يَقُولُونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجماً بِالغَيبِ وَ يَقُولُونَ سَبعَةٌ وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم قُل رَبِّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلاّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِم إِلاّ مِراءً ظاهِراً وَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً (22)