خمس آيات.
قرأ حمزة وحده (لا تخف دركاً) علي النهي، أو علي الجزاء لقوله «فَاضرِب لَهُم طَرِيقاً» الباقون «لا تخاف» بالرفع «و لا تخشي» بألف بلا خلاف علي الاستئناف. و مثله قوله «يُوَلُّوكُمُ الأَدبارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ»[1]. و قيل انه يحتمل ان يکون «لا تخش» مجزوماً، و زيد الالف ليوافق رؤس الآي کما، قال الشاعر:
الم يأتيك و الأبناء تنمي بما لاقت لبون بني زياد[2]
و من قرأ «لا تخاف» بالرفع، و «لا تخشي» مثله، فهو علي الخبر. و قال ابو علي: هو في موضع نصب علي الحال، و تقديره طريقاً في البحر يبساً غير خائف دركاً. و قرأ حمزة و الكسائي «انجيتكم، و وعدتكم» بالتاء فيهما بغير الف. الباقون بالألف و النون. و قرأ ابو عمرو وحده «و وعدناكم» بغير الف. الباقون «و واعدناكم» بالف. و لم يختلفوا في «نزلنا» انه بالنون. و معني التاء و النون قريب بعضه من بعض، لكن النون لعظم حال المتكلم.
لما اخبر اللّه تعالي ان لمن آمن باللّه الدرجات العلي، قال و لهم «جَنّاتُ عَدنٍ» اي بساتين إقامة «تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها» و قد فسرناه في غير موضع.
ثم قال «و ذلک» ألذي وصفه «جَزاءُ مَن تَزَكّي» فالتزكي طلب الزكا بارادة الطاعة، و العمل بها. و الزكا النماء في الخير، و منه الزكاة، لان المال ينمو بها في العاجل و الأجل، لما لصاحبها عليها من ثواب اللّه تعالي. و قيل: معني «تزكي» تطهر من الذنوب بالطاعة بدلا من تدنيسها بالمعصية. و الخلود المكث في الشيء الي غير غاية.