و قال السدي: معني «فَاتَّخَذَت مِن دُونِهِم حِجاباً» أي حجاباً من الجدران.
قال إبن عباس: انما جعلت النصاري قبلتهم الي المشرق، لان مريم اتخذت من جهة المشرق موضع صلاتها. و قال إبن عباس: معني «مِن دُونِهِم حِجاباً» أي من الشمس جعله اللّه لها ساتراً.
و قوله «فَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنا» قال الحسن و قتادة و الضحاك و السدي، و إبن جريج، و وهب بن منية: يعني جبرائيل (ع) و سماه اللّه (روحاً) لأنه روحاني لا يشبه شيئاً من غير الروح. و خص بهذه الصفة تشريفاً له. و قيل لأنه تحيا به الأرواح بما يؤديه اليهم من أمر الأديان و الشرائع.
و قوله «فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا» أي تمثل لها جبرائيل في صورة البشر «سوياً» أي معتدلا، فلما رأته مريم «قالَت إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا» تخاف عقوبة اللّه.