نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 82
التلذذ و التنعم بالأموال و النعم الّتي أعطاهم اللّه إياها، و قضوا الشهوات و ذلک من الحرام. و بين انهم كانوا بذلك مجرمين عاصين للّه تعالي.
و قال الفراء و الزجاج: ان قوله «الا قليلًا» استثناء منقطع، لأنه إيجاب لما تقدم فيه صيغة النفي و إنما تقدم تهجين لمخرج السؤال، و لو رفع لجاز في الكلام.
و معني «أُترِفُوا فِيهِ» اي عوّدوا الترفة بالتنعيم و اللذة، و ذلک ان الترفة عادة النعمة قال الشاعر:
يهدي رؤس المترفين الصداد الي أمير المؤمنين الممتاد[1]
اي المسئول، و أبطر بهم النعمة حتي طغوا و بغوا، و في الآية دلالة علي وجوب النهي عن المنكر، لأنه تعالي ذمهم بترك النهي عن الفساد، و انه نجا القليل بنهيهم عنه، فلو نهي الكثير کما نهي القليل لما اهلكوا، و معني «أُولُوا بَقِيَّةٍ» اصحاب جماعة تبقي من نسلهم، و البقية ممدوحة يقال في فلان بقية أي فيه فضل و خير، كأنه قيل بقية خير من الخير الماضي.