آية بلا خلاف.
في هذه الآية حكاية ما قال شعيب أيضاً لقومه بعد تحذيره إياهم عذاب اللّه و حثهم علي ان يطلبوا مغفرة اللّه. ثم يرجعوا الي طاعته، و أخبرهم ان اللّه رحيم بعباده، يقبل توبتهم و يعفو عن معاصيهم، ودود بهم أي محب لهم، و معناه مريد لمنافعهم.
و قيل في معني «استَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ» قولان:
أحدهما- اطلبوا المغفرة من اللّه بأن يکون غرضكم. ثم توصلوا اليها بالتوبة.
الثاني- استغفروا ربكم ثم أقيموا علي التوبة.
و وجه ثالث- ان معناه استغفروا ربكم علي معاصيكم الماضية. ثم ارجعوا اليه بالطاعات في المستقبل.
و المودة علي ضربين: أحدهما- بمعني المحبة، تقول وددت الرجل إذا أحببته، و الثاني- وددت الشيء إذا تمنيته أود فيهما مودة و انا واد، و الودود المحب لا غير.
قالُوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ وَ إِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَ لَو لا رَهطُكَ لَرَجَمناكَ وَ ما أَنتَ عَلَينا بِعَزِيزٍ (91)
في هذه الآية حكاية ما أجاب به قوم شعيب له (ع) فقالوا له حين سمعوا منه الوعظ و التخويف: لسنا نفقه أي لسنا نفهم عنك معني كلامك، و الفقه: فهم الكلام علي ما تضمن من المعني، و قد صار علماً لضرب من علوم الدين، فصار الفقه عبارة عن علم مدلول الدلائل السمعية، و اصول الدين علم مدلول الدلائل العقلية.